آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ذكر الله وتحصيل الحضور

آفة النفاق :


وهذا المرض الخطير هو نتيجة حتمية لترك ذكر الله عز وجل، وهو أيضًا من سلبيات قلّة ذكر الله سبحانه وتعالى. قال عز وجلّ في شأن المنافقين : ﴿وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآءُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاءِ وَلاَ إِلَى هَـؤُلاءِ﴾[النساء:142-143]. فوصفهم الله عز وجل بقلّة الذكر مِمّا يُفيد أنَّ النقص من كمية الذكر المطلوبة شرعًا مذموم. والمطلوب شرعًا هو الإكثار من هذا العمل، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ أَكْثَرَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ فَقَدْ بَرِئَ مِنَ النِّفَاقِ).1

ولقلّة ذكرهم هذا تكاسلوا عن أداء الصلاة وفقدوا القصد الصحيح وهو الإخلاص في أعمالهم فتَذَبْذَبُوا بينَ الإِيمانِ والكُفرِ، يقول ابن القيِّم : "إن كثرة ذكر الله عز وجل أمان من النفاق، فإن المنافقين قليلو ذكر الله عز وجل... ولهذا - والله أعلم - ختم الله سورة المنافقون بقوله تعالى : ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾[المافقون:9] فإن في ذلك تحذيرًا من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر الله عز وجل فوقعوا في النفاق، وسُئلَ بعض الصحابة رضي الله عنهم عن الخوارج : منافقون هُم ؟ قال : (لا، المنافقون لَا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلَّا قَلِيلًا)، ولهذا فإن علامة النفاق قلَّة ذكر الله عزَّ وجل، وكثرة ذكره أمان من النفاق، ومن أعراض النفاق في القلب وسوسة الشيطان".

    

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية