آخر الأخبار

جاري التحميل ...

  1. أخي الفاضل هناك إشكالية في إنك أثبت أصلا لا يختلف عليه أحد وهو تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    أريد أن أسأل سؤالا لماذا الاحتفال في يوم ثبت قطعا أنه يوم وفاة الرسول ولم يثبت أنه يوم مولده هل هذا من آثار التعظيم؟؟
    وماذا تقولون في ما يحدث في الموالد من مخالفات شرعية كثيرة لا تعد ولاتحصى بعضها يصل إلى شركيات وأمور تخالف الهدي النبوي الشريف.

    ردحذف
    الردود
    1. الاحتفال يكون في يوم المولد وفي الشهر كله ونحن نحتفل بالمولد وحاشا غير ذلك ونبينا صلى الله عليه وسلم لما ذكر فضل يوم الجمعه قال فيه خُلق آدم وفيه أهبط ...فهل هبوطه من فضل يوم الجمعه بل كان هذا وهذا...اضف الى انه يوجد راي مشهور بان مولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم١٢ والله اعلم

      حذف
  2. أحسنت التأصيل ، وصدق من قال :- { من ترك الأصول حُرِمَ من الوصول }

    ردحذف

مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف

بقلم : د. ربيع العايدي . الأردن .

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد جرت العادة في كل سنة من شهر ربيع الأول ان تبدأ النقاشات المتبادلة بين مجيز للاحتفال ، ومانع منه .
وكل واحد من الطرفين يأتي بالأدلة التي يرى انها تؤيد رأيه .

إخواني الأعزاء :

علينا أن نفرق هنا بين (الأصل وأثره ) وهذه قضية ضرورية لفهم المسألة .
فالدليل يطلب للأصل ولا يطلب للأثر ، لأن الأثر تابع له ولازم من لوازم الفعل .
فإذا كان الدليل مع جواز الفعل ، جاز أثره ، وإذا كان الدليل على حرمة الفعل ، حرم أثره .

وسأذكر أمثلة ليتضح المقام :

المثال الأول : تعظيم المصحف ، هذا أصل ، يمكن للإنسان أن يطلب الدليل على تعظيم المصحف ؟
ولكن هذا التعظيم له آثار متفاوتة بين الناس على حسب انفعالهم مع الأصل
فتقبيل المصحف مثلا، وتجليده، وطباعته ملونا ، هذه آثار الأصل وهو التعظيم للقرآن الكريم. وهذه الآثار من تجليد المصحف، وطباعتها ، وألوانه …. لا يحق للمسلم ان يسأل عن دليلها ، لأنها آثار لتعظيم المصحف ، والدليل يطلب للأصول والأفعال لا للآثار .

المثال الثاني : بر الوالدين ، أصل وفعل يطلب المسلم الدليل عليه ، وهذا صحيح وسليم ، وهناك أدلة من القرآن والسنة أوجبت على المسلم احترام والديه وهذا مما لا شك فيه .
ولكن هناك آثار بر الوالدين يفعلها الناس ولم يأت بها دليل مستقل مثلا تقبيل أيديهما، أو رأسهما ، أو انتظار جلوسهما ثم جلوس الأولاد وهكذا كثير من صور بر الوالدين التي لم يرد لها أدلة مستقلة تدل على كل جزئية فيها .
فهل يصح لأحد أن يقول ما الدليل على جواز تقبيل يد الوالدين ،أو تغطيتهما عند النوم ؟
طبعا لا يصح ! لأن هذا العمل من آثار بر الوالدين ، فإذا جاز الأصل جاز الأثر .

المثال الثالث : تعظيم الكعبة أمر ثابت ، ولكن ما الدليل المستقل على تبديل كسوة الكعبة ؟ أو غسلها واعتياد ذلك في كل عام ؟

المثال الرابع : توقير العلماء أصل ثابت ، ولكن ما هو الدليل على كثير من صور التوقير التي نراها يضيق المقال عن ذكرها هذه التفصيلات ما دليلها ؟

والأمثلة كثيرة ، ولكن من هذه الأمثلة صار يمكننا تصور المسألة بشكل أوضح !

الاحتفال بالمولد ، هذا العمل ليس أصلا وإنما هو أثر من آثار التعظيم لسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، فلا يصح ان يطلب عليه دليل .

فالأدلة تطلب للأصول وليس للآثار .

يعني إن الأمر بتعظيم النبي عليه الصلاة والسلام أمر ثابت ولكن يقوم المسلمون ببعض مظاهر هذا الحب والتعظيم من أناشيد وأذكار واجتماع على قراءة سيرته العطرة وهكذا ، هذه الآثار لا يصح أن تطلب لها دليلا مستقلا ،لأن الدليل ثبت للأصل وهو استحباب تعظيمه عليه الصلاة والسلام . قال تعالى ” لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا”

ومن هذه التقريرات نفهم معنى كلام العلماء فيما لا دليل عليه مستقل بأنه جائز أو مستحب لأنه لم يخالف الأصل .
وهذا ما فعله الصحابة في جمع المصحف فقد كان جواب سيدنا أبي بكر واضحا ” لكنه خير ” أي لم يناقض أصول الإسلام العامة ،وإن هذا العمل يصب في تعظيم المصحف وأثر من آثار تعظيمه .

ولو أردنا أن نطلب دليلا مستقلا على كل عمل لاحتجنا إلى أدلة لا متناهية إذ الوقائع والحوادث ليست متناهية ،ولبقينا في حلقة مفرغة ولضيقنا على الناس واسعا وحرمنا حلالا من حيث لا ندري . فنضيق دائرة الحلال ونوسع دائرة الحرام .للأسف !!

فمن كان يريد ان يطلب الدليل فعليه ان يوجهه الى الأصل وهو ما الدليل على تعظيم رسول الله عليه الصلاة والسلام ! ولا يطلب الدليل على اثر هذا التعظيم كعمل المولد او قراءة القصائد وما شابه ذلك .

إشكال :

لكن كيف تجيبون على أن هناك بعض الآثار التي قد تخالف أصولها ؟

الجواب :

إن الأثر الذي يناقض الأصل لا عبرة به ولا يقبل ،ليس لأنه لا دليل عليه ولكن لأنه دخل في فعل يناقض أصولا شرعية ،فهو داخل في النهي وليس الجواز .

ثم إن الأثر الذي يخالف الأصل مرفوض إذ هو لا قيام له من نفسه وإنما من الأصل .

وعليه : فالمستفتي بما هو أثر لا يسأل عن الدليل ؟! والمفتي لا يأت بدليل على الأثر ، وإنما يبين للمستفتي أن هذه الآثار لا تخالف أصول الإسلام في شيء فهي مستحبة وهكذا ….

ومن هنا لم يعترض أحد من الصحابة على تبرك الصحابة بوضوء النبي أو عرقه الشريف أو شعره عليه الصلاة والسلام ! ولم نسمع فيما نعلم أحدا من علماء الصحابة طلب الدليل على هذه الأفعال ،السبب أنهم عرفوا أنها آثار لأصل ثابت عندهم وهو تعظيمه عليه الصلاة والسلام .

ومما مضى لا يحق لأحد أن يقول ما هو الدليل على استحباب فعل المولد ؟ أو هل فعله السلف الصالح ؟

لأن الجواب صار معروفا مما مضى بأن الصحابة قد أبدو آثار كثيرة تدل على محبتهم لسيدنا رسول الله وهي من أكبر ألوان وأشكال الاحتفال به عليه الصلاة والسلام ، وفي أيامنا تظهر آثار لهذه المحبة والتوقير ليس شرطا أن يكون فعلها الصحابة ،ولكن شرطها واحد فقط وهي الا تخالف أصول الإسلام .

وفي الختام :

نقول : إن صور واشكال ونماذج وانفعالات وآثار محبته عليه الصلاة والسلام لا يمكن أن تحصى أو تعد ، فالمحب واسع في آثار محبته، ويتفنن في قربه من محبوبه ، لكن بمالا يخالف اصلا من أصول الإسلام .

وإذا طلب أحدهم الدليل على استحباب الاحتفال بمولده الشريف ؟ فإننا نطالبه بمئات الأدلة على أفعاله التي لا يمكن أن يجد لها دليلا مستقلا إلا أنها لا تخالف أصول الإسلام .

وإننا في ظل الهجمة التي تتكرر في كل سنة لتشويه صورة رسول الله عليه الصلاة والسلام أحوج ما نكون للتأكيد على هذا الاحتفال برسول الله وبمولده عليه الصلاة والسلام لتعريف العالم بأكمله بالإنسان الكامل والرحمة المهداة .

وكل عام وانتم بخير .

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية