آخر الأخبار

جاري التحميل ...

تعريف الإرادة والمريد والمراد


اعلم أن الإرادة لوعة في القلب تحصل من تصور الكمال الذاتي، وينشأ من تلك اللوعة طلب الحق تعالى. والإرادة أول مرتبة للسلوك، لأن السلوك لا يوجد إلا بالإرادة.

وقيل : الإرادة ترك المريد إرادته في إرادة شيخه، والانقياد إليه في كل زمان، وعلى أي حال كان. ونهاية الإٍرادة الوصول إلى الله سبحانه وتعالى.

قال الشيخ أبو علي الدقاق : نهاية الإرادة أن تشير على الله فتجده مع الإشارة. 

فالإرادة ثلاث درجات :


ففي الدرجة الأولى : يخرج المريد من العادات إلى العبادات ومن الواجبات إلى المجاهدات.
وفي الدرجة الثانية : يخرج من مقام التلوين إلى مقام التمكين، ومن مقام الفناء إلى مقام البقاء.
وفي الدرجة الثالثة : يخرج من الصحو إلى مقام الحيرة، ومن مقام البقاء إلى مقام القدرة.

وأما المريد : فهو من خالف نفسه وهواه وشيطانه، وترك شهواته ومألوفاته، وأقبل على طاعة ربه. فمن كان هذا لربه في سربه فيذوق حلاوة قربه، ويحظى بوصل حبه، ويرويه من صرف شربه، ويكون محبوب ربه. ومن لم يكن هذا حاله فلا يرجى وصاله ولا تخلص من الدسائس أعماله.

وأما المراد : فهو على قسمين :

- قسم درج على طريق السلوك إلى ملك الملوك حتى أطلق الحر، وقيد المملوك ووصل إلى غاية الكمال وعرف الطريق وما احتوى عليه بالتفصيل والإجمال.

- وقسم جذبه الله وقرّبه لديه من غير استعداد يدنيه.

وهذا على قسمين :

فالقسم الأول : يدركه ما فاته من آداء العبودية بمجاهدة ومكابدة قوية لأجل أن يعرف أهل الكمال، ويعرف أحوال الطريق بالتفصيل والإجمال، لأجل أن يرشد الخلق إلى الخالق، ويعرفهم كيفية قطع العلائق، ويعرفهم طريق الهدى ويدرأ عنهم كل من ضل واعتدى. فهذا القسم هو الكامل على التحقيق المكمل لغيره بالذوق والتفتيق؛ فيمزق الحجب عن عين قلب المريد أكمل تمزيق.

وأما القسم الثاني : فهو الذي لا يدارك نفسه بالسلوك على طريق المجاهدة فلا يأخد عنهم إلا للتبرك فقط لكونهم لا يعرفون الطريق ولا كيف أحوال الفريق لكونهم سلكوا الطريق على سبيل الإجمال وما عرفوا الطريق وما حواه من الأهوال فما مثلهم إلا من كان في مصر فما رأى نفسه إلا وهو في دمشق الشام. فإذا سئل عن الطريق فيقول لا أعرفه علمي بنفسي إني في مصر فما رأيت نفسي إلا في دمشق الشام، أو كأعمى سلك بادية فإذا سألوه عن أحوالها وكيفيتها فهل عنده في ذلك خبر ؟.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية