- صيغة المدح والثناء
المدح هو ذكر الممدوح بما هو أهل له بسبب فعل قام به أو خصلة امتاز بها، ولقد مدح الله تعالى الذاكرين في غير موضع من كتابه العزيزوذكر لهم صفات تؤهلهم لتبوئ المكانة العليا عنده ومنها :
الرجولة : وهي خصلة خاصة لِكُمَّلِ المؤمنين، ولذا قال تعالى {مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ...}[الأحزاب:23]
ومدالله بها أيضا الذاكرين في قوله تعالى في سورة النور : {فِي بُيُوتٍ أذِنَ اللَّهُ أنْ تُرْفَعَ ويُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالغُدُوِّ والآصالِ*رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ ولا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وإقامِ الصَّلاةِ وإيتاءِ الزَّكاةِ}[النور:36-37].
قال العلامة الألوسي في بداية تفسيره لهذه الآية : "استئناف لبيان حال من حصلت لهم الهداية لذلك النور وذكر بعض أعمالهم القلبية والقالبية".
فاستحق الذاكرون المسبحون إذن ما ذكر قبل هذا النص من نور وكانوا ممن شاء الله هدايتهم لهذا النور العظيم منه عز وجل".
التعقل والتدبر : وهما خصلتان محمودتان إذا كانتا بالعقل والقلب معًا، قال عز وجل في شأن الذاكرين : {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ*الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}.[آل عمران:190-191]
وقد وصف الذاكرون على كل أحوالهم ب"أُولِي الْأَلْبَابِ" وهذا وصف محمود لهم من طرف الحق عز وجل.
قال مجاهد موضحا المستحق لهذه الصفة : "لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيرا حتى يذكر الله قائمًا وقاعدًا ومضطجعًا".
الانزال في أعلى الدرجات : بحيث أنزل الله تعالى الذاكرين له والذاكرات في قمّة هرم الأعمال والمقامات، قال تعالى : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ... إلأى قوله تعالى : وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}[الأحزاب:35]
وسبب نزول هذه الآية كما ذكر النسائي هو أن أم سلمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم : يا نبي الله ما لي أسمع الرجال يذكرون في القرآن والنساء لا يذكرن ؟ فأنزل الله تعالى الآية : {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ...}.
جازاكم الله عنا خيرا وجعل ماتقومون به في ميزان حسناتكم انشاء الله
ردحذف