آخر الأخبار

جاري التحميل ...

ذكر الله وتحصيل الحضور

و - صيغة الاقتداء

نقصد بهذه الصيغة الدعوة إلى التَّأَسي برسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا التأسي الذي يُعتبر واجبًا، إذ أن اتباع سنته والاستمساك بما جاء به وما قاله أو فعله أو أقرّه يعتبرشرط صحة في سلوك المسلم، وبالتالي فإن أي شرط يحقق التأسي أو الاقتداء به عليه السلام هو أيضًا واجب، لأن ما لا يتم الواجب إلّا به فهو واجب. وإذا كان الاقتداء به عليه السلام لا يكون إلا إذا تحقّقت شروط ثلاثة منها : ذكر الله كثيرًا، فإنها أيضًا تكون واجبة في حقِّ المؤمن. قال تعالى : {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب : 21].

ولعلّ رجاء الله واليوم الآخر هما شرطان عقديان يرتبطان بالقلب، في حين يكون الشرط العملي الوحيد هو ذكر الله تعالى الذي يعطي القوّة المعنويّة للإخلاص إلى المذكور ورجائه، ولانتظار اليوم الآخر ومحبّته لقاء الله عزّ وجلّ.

ونخلص إلى القول أن هذه الصيغ كلها مُؤدِّية لحتميّة الفعل، إذ أن الأمر بالذكر الكثير يقابله ذم المقلين منه، وأنّ تمييز الذكر كعمل مستقل بذاته وكنتاج لكل الأعمال والفرائض يؤدِّي إلى تفضيله على باقي الأعمال، ويوشح قلوب القائمين به بأوسمة الثناء الرباني، ويقودهم نحو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، الذاكر الأول والآذِنُ في الذكر لصحابته رضي الله عنهم أجمعين.

       

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية