وَاسْتَفْرِغِ الدَّمْعَ مِنْ عَيْنٍ قَدِ امْتَلأَتْ * مِنَ المَحَارِمِ وَالْزَمْ حِمْيَةَ النَّدَمِ
"استفرغت" من الإناء أي أرقته، و"الدمع" معلوم وقد مرّ التفسير، و"المحارم" جمع مُحرَّم وهو الحرام، و"الزم" بمعنى التزم و"الحمية" المنع و"النّدم" الأسف.
والمعنى : واستفرغ الدمع من عين قد امتلأت من التلذّذ بالحرام، والتزم الورع والاحتراز عمّا يجب أن يمنع عنه التائبُ على ما فرّط لعلّ الله أن يقبل توبتك ويجعلَ البكاء كفّارة لذنوبك.
وَخَالِفِ النَّفْسَ وَالشَّيْطَانَ وَاعْصِهِمَا* وَإِنْ هُمَا مَحَّضَاكَ النُّصْحَ فَاتَّهِمِ
وَلاَ تُطِعْ مِنْهُمَا خَصْمًا وَلاَ حَكَمًا* فَأَنْتَ تَعْرِفُ كَيْدَ الخَصْمِ وَالحَكَمِ
"خالف" من المخالفة وهي ترك الموافقة، و"النفس" قد مرّ تفسير ولكن مرادف للرّوح عند المحققين، و"الشيطان" من شَطن بمعنى بَعُد من الرحمة، أو أشاط بشوط أجوف وأوى بمعنى احترق وهلك، و"العصيان" ضد الطاعة، و"المحض" الخالص كما مرّ، و"الحكم" المحكم.
والمعنى :خالف النفس والشيطان في نصيحتهما لك وإن أخلصاك النُّصح ولا تطعهما فإنهما عدوّان لك، لقوله صلى الله عليه وسلم : (أَعْدَى عَدُوِّكَ النَّفْسُ) وقوله تعالى : {إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا}[فاطر:6] ولا يخفى عليك مكر الخصم وجور الحكم.
أَسْتَغْفِرُ الله مِنْ قَوْلٍ بِلاَ عَمَلٍ * لَقَدْ نَسَبْتُ بِهِ نَسْلاً لِذِي عُقُمِ
الاستغفار طلب المغفرة مأخود من المغفرة وهي بيضة الحديد التي تجعل على الرأس في الحرب لِتستره من الضّرب وبالفارسي خودة، والعقيم الذي لا يولد له ولد لعلّة فيه.
والمعنى : اطلب المغفرة من قول بلا عمل لأنه من قبيل نِسبة الولد إلى العقيم وهذه قربة بلا مرية.