آخر الأخبار

جاري التحميل ...

مولد النبي صلى الله عليه وسلم



وَفِي رِوَايَةِ كَعْبِ الأَحْبَارِ أَنَّهُ نُودِيَ فِي السَّمَاءِ وَصِفَاحِهَا*- وَ الأرْضِ وَبِقَاعِهَا* أَنَّ النُّورَ المَكْنُونَ قَدْ يَسْتَقِرُّ هَذِهِ الَّليْلَةَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ فَيَا طُوبَى لَهَا ثُمَّ طُوبَى* وَأَصْبَحَتْ يَوْمَئِذٍ أَصْنَامُ الدُّنْيَا مَنْكُوسَةً*وَكَانَتْ قُرَيْشٌ فِي جَذْبٍ شَدِيدٍ، وَضَيْقٍ عَظِيمٍ* فَاخْضَرَّتِ الأَرْضُ وَحَمَلَتِ الأَشْجَارُ* وَأَتَاهُمْ الرَّفْدُ مِنْ كُلِّ جَانِبْ* فَسُمِّيَتْ تِلْكَ السَّنَةُ سَنَةُ الفَتْحِ وَالابْتِهَاجِ* وَلَهُ فِي كُلِّ شَهْرٍ حَمْلِهِ، نِدَاءٌ بِالأَرْضِ وَنِدَاءٌ مِنَ السَّمَاءِ أَنْ أَبْشِرُوا* فَقَدْ آنَ أَنْ يَظْهَرَ أَبُو القَاسِمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ مَيْمُونًا مُبَارَكًا.
وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ عَنْ ابْنِ قُتَيْبَهْ قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي -وَكَانَ مِنْ أَوْعِيَةِ العِلْمِ- قَالَ : لَمَّا حَضَرَتْ وِلَادَةُ آمِنَةَ قَالَ تَعَالَى لِمَلَائِكَتِهِ افْتَحُوا أَبْوَابَ السَّمَاءِ كُلِّهَا* وَقَدْ أُلْبِسَتِ الشَّمْسُ يَوْمَئِذٍ نُورًا عَظِيمًا* وَكَانَ قَدْ آذَنَ اللهُ تَعَالَى تِلْكَ السَّنَةِ لِنِسَاءِ الدُّنْيَا أَنْ يَحْمِلْنَا ذُكُورًا إِكْرَامًا لَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ* وَقَدْ نَقَلَ أَهْلُ الأَخْبَارِ أَنَّ أَوَّلَ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَبِيعِ الأَوَّلِ* حَصَلَ لِأُمِّهِ آمِنَةَ الفَرَحُ وَالسُّرُورِ*والثَّانيَةَ بُشِّرَتْ بِنَيْل المَرَامِ وَالمُنَى* وَفِي الثَّالِثَةِ سَمِعَتْ تَسْبِيحَ المَلاَئِكَةِ مُعْلِنًا* وَفِي اللَّيْلَةِ الرَّابِعَةِ بَدَأَ سَعْدُهَا وَالغِنَا*وَفِي اللَّيْلَةِ الخَامِسَةِ دَامَ لَهَا السُّرُورُ وَالفَرَحُ*وَفِي اللَّيْلَةِ السَّادِسَةِ زَالَ عَنْهَا التَّعَبُ وَالنَّصَبُ وَالعَنَا*وَفِي اللَّيْلَةِ السَّابِعَةِ أَتَاهَا بِنَوْمِهَا إِبْرَاهِيمُ الخَلِيلُ وَأَخْبَرَهَا أَنَّ الَّذِي حَمَلَتْ صَاحِبُ التَّنْزِيلِ*وَفِي اللَّيْلَةِ الثَّامِنَةِ أَشْرَقَ عَلَيْهَا النُّورُ*وَفِي اللَّيْلَةِ التَّاسِعَةِ فَتَحَتْ المَلاَئِكَةُ بالحَمْدِ وَالثَّنَا*وَفِي اللَّيْلَةِ العَاشِرَةِ طَافَتْ المَلاَئِكَةُ بِبَيْتِ آمِنَة لَمَّا قَرُبَ وَضْعُهَا وَدَنَا*وَفِي الَّليْلَةِ الحَادِي عَشَرَ تَرَنَّمَتِ الأَطْيَارُ فَرَحًا بِمَوْلِدِ النَّبِيِّ المُخْتَارِ.

قَلِيلٌ لِمَدْحِ المُصْطَفَى الخَطُّ بِالذَّهَبِ**عَلَى وَرَقٍ مِنْ خَطِّ أَحْسَنَ مَنْ كَسَبَ
وَأَنْ تَنْهَضَ الحُضَّارُ عِنْدَ سَمَاعِهِ**قِيَامًا صُفُوفًا أَوْ جُثِيًّا عَلَى الرُّكَبِ
أَمَّا الله تَعْظِيمًا لَهُ كَتَبَ اسْمَهُ**عَلَى عَرْشِهِ يَا رُتْبَةً سَمَتْ الرُّتَبُ

وَلَمَّا كَانَتْ لَيْلَةُ المَوْلِدِ*لِمَنْ لَهُ فِي الدَّارَيْنِ العِزُّ وَالهَنَا وَالسُّرُورِ*سَمِعَتْ آمِنَةُ وَجْبَةً عَظِيمَةً*ثُمَّ نَظَرَتْ كَأَنَّ جَنَاحَ طَائِرٍ أَبْيَضٍ*قَدْ مَسَحَ عَلَى فُؤَادِهَا*قالَتْ فَذَهَبَ عَنِّي الرُّعْبَ وَالعَنَا وَكُلُّ أَلَمٍ أَجِدُهُ*ثُمَّ رَأَتْ نِسْوَةً*كَالنَّخْلِ طِوَالاً كَأَنَّهُنَّ مِنْ بَنَاتِ عَبْدِ مَنَافٍ قَدْ أَحْدَقْنَا بِي*فَبَيْنَمَا أَنَا أَتَعَجَّبُ وَأَقُولُ وَا غَوْثَاهُ مِنْ أَيْنَ عَلَيْنَا بِي*فَقُلْنَا لِي نَحْنُ آسِيَةُ وَمَرْيَمُ*وَهَؤُلاَءِ مِنَ الحُورِ العَيْنِ*وَإِذَا بِدِيبَاجٍ أَبْيَضٍ قَدْ مُدَّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَإِذَا بِقَائِلٍ يَقُولُ خُذُوهُ عَنْ أَعْيُنِ النَّاظِرِينَ*قَالَتْ وَرأَيْتُ رِجَالًا*قَدْ وَقَفُوا فِي الهَوَاءِ بِأَيْدِيهِمْ أَبَارِيقُ مِنْ فِضَّةٍ*ثُمَّ نَظَرْتُ عَنْ يَمِينِي قِطْعَةٌ مِنَ الطَّيْرِ أَقْبَلَتْ حَتَّى غَطَّتْ حُجْرَتِي*مَنَاقِيرُهَا الزُمُرُّدِ*وَأَجْنِحَتُهَا مِنَ اليَاقُوتِ*فَكَشَفَ اللهُ عَنْ بَصَرِي*فَرَأَيْتُ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا*وَرَأَيْتُ ثَلاَثَة أَعْلَامٍ مَضْرُوبَاتٍ*عَلَمًا بِالمَشْرِقِ وَعَلَمًا بِالمَغْرِبِ* وَعَلَمًا عَلَى ظَهْرِ الكَعْبَةِ*فَأَخَذَنِي المَخَاضُ*فَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِالأَنْوَارِ*فَعِنْدَهَا وَضَعْتُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

بحلب الشهبا سنة 1292 من هجرة مَن له العز والشرف.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية