آخر الأخبار

جاري التحميل ...

شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية


الطريقة القادرية البودشيشية وعمود نسبها


ينتسب شيوخ الطريقة البودشيشية ، إلى الفرع الحَسَني من آل البيت النبوي مرورا بالشيخ عبد القادر الجيلاني. فالشيخ الحالي هو جمال الدين بن حمزة، بن العباس بن المختار، بن محي الدين بن المختار بن المختار الأول بن محمد بن محمد ، بن محمد بن أبي دَخيل بن الحسن بن شعيب، بن علي بن عبد القادر بن محمد بن احمد بن لقمان بن محمد بن محمد بن عبد الرزاق الثاني، بن الشيخ اسماعيل بن الشيخ عبد الرزاق بن الشيخ سيدي عبد القادر الجيلاني، بن موسى بن عبد الله بن يحيا الزاهد، بن محمد بن داود بن موسى بن عبد الله بن موسى الجون، بن عبد الله الكامل بنُ الحَسَنِ الْمُتَنَّ، بن الحسن السِّبط بن الإمام علي بن أبي طَالِب كرم اللهُ وجههُ و هو زوج فاطمة الزهراء بنت رسول اللهِ صلى اللهُ عليه و سَلَّمَ وهو السند الصوفي الأول.

السند الصوفي للطريقة.


هناك تطابق شبه تام بين رجال عمود النسب ورجال السند، إلا أننا نجد في بعض الأحيان اقتباس رجال الطريقة القادِرِيَّةِ من غيرهم.

السند الثاني 


وأكثر رجال الطريقة اقتباسا وأَخْذًا عن غيره، سيدِي بومَدْيَن بن المْنَوَّر بن المختار، أَخَذَ الوِرْدَ أولا عن سيدِي المختار بن محيي الدين، بنُ المختار وهو عن محيي الدين الإدريسي نَسَبًا، القَادِرِي طريقةً وهو عن محمود القَادِرِي.

السند الثالث للطريقة القادِرِيَّةِ البُودْشِشِيَّةِ


سيدِي العباس، سيدِي حمزة، سيدِي جمال الدين أخذوا عن سيدي بومَدْيَن بن المْنَوَّر، وهو أَخَذَ عن سيدِي المَهدي بَلْعَرْيان السباعي التيجاني، كما أخذ عن سَيِّدِي محمد لَحْلُو الدرقاوي، و سيدِي محمد لَحْلُو أخَذَ عن الشيخ سيدِي محمد بن علي الدرقاوي المَرَّاكُشِي، وهو تلميذ الشيخ سيدِي محمد العَربي بن الهاشِمي - شريف علوي بمدغرة -، وهو تلميذ الشيخ سيدِي أحمد البَدَوِي الفاسي المدعُو زْوِيتَن وهو تلميذ الشيخ الكبير مولاي العَرَبي الدرقاوي.

بعض رجال الطريقة البودشيشية


الشيخ المختار بن الحاج محيي الدين


شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية

هو الشيخ المختار الثالث بن الحاج محيي الدين بن الحاج المختار صديق الأمير عبد القادر الجزائري، بن المختار الأول بن محمد بن علي بن أبي دَشِيش، الذي سُميت الطريقة القادرية باسمه. 

لُقِّبَت طريقته بالبودشيشية نظرا لكثرة إطعام الطعام للوافدين على الزاوية أثناء المجاعات والقُحوط. وهناك تعليل آخر مفاده أن الجَدّ الذي لٌقِب بأبي دَشيش زار أحد الصالحين برفقة جماعة من بَنِي يَزناسن ويدعى سيدي بو علي، من أولاد بن عَزَّة، فلما دخلوا عند ذلك الولي وكان يخدمهم بنفسه يوم العيد قدم إليهم لأول مَرَّة الدشيش وهو دقيق الشعير المطبوخ بكيفية خاصة، فاستنكفوا عن أَكْلِها وبقي الشريف القادِرِي يأكل والآخرون يحاولون منعه بالإشارة والتلميح دون أن يعبأ بهم، إلى أنْ شَبِعَ. فلما حضر طعام العيد وتناولته الجماعة وأرادوا الانصراف خرج لوداعهم، فقالوا له : ادْعُ اللهَ لنا يا سيدِي، فأجابهم : البَرَكة أَخَذَهَا بودشيشَة. مشيرًا إليه.فاشتهر بذلك الاسم وظهرت عليه أمارات الولاية. 

فأنشأ سيدي المختار زاوية، وأصبحت قبائل بَنِي يَزْناسن تقصدها لالتماس البركة. ثم تعززت مكانة الزاوية بجهاد المستعمر الفرنسي الذي احتل القطر الجزائري سنة 1830 ميلادية. فكان أحد أقطاب الزاوية خير معين للأمير عبد القادر الجزائري.

أما ولده الشيخ المختار الذي نحن بصدده، فقد قام بتنظيم الجهاد ضد الاستعمار الفرنسي غداة احتلاله لوجدة عام 1907 ميلادي، وكان يُستشار من طرف السلطان مولاي الحَسَن الأول في أمور وشؤون القبائل. ويعْهَدُ لهُ بالتحكيم وحل النزاعات بينها.

ولقد أنعم السلاطين العَلَوِيِّين على شيوخ الزاوية بظهائر التوقير والاحترام، فقد أنعم السلطان مولاي عبد العزيز على صاحب الترجمة بظهير شريف تضمن الإشادة بِخَدَماته وتفانيه في خدمة الصالح العام.

ظلَّ هذا الشيخ متمسكا ببيعة الملك الشرعي مولاي عبد العزيز بن الحسن ولم ينخدع بدعوة بوحمارَة التي نجحت دعوته نسبيا بالمغرب الشرقي وسانده أعيان القبائل الشرقية. فعرف المغرب دمارا وهلاكا في الحرث والنسل. بايعته القبائل ظنا منهم أنه أكبر أولاد السلطان الحسن الأول. 

لقد عانت الزاوية كثيرا من فتنة بوحمارَة إذ أنه قَدِمَ على إحراق الزاوية الموجودة بسهل تَرِيفة المعروفة الآن بالدار البالية. ولقد اضطر الشيخ المختار بعد هذه الفتنة إلى الرحيل من السهل للنزول على الهَضَبة التي تضم الزاوية الحالية، ويوجد فيها ضريحه وكذا قبور رجالات الزاوية البودشيشية.

ورد في معلمة المغرب: “.. كان المختار بن محيي الدين يستشار من طرف السلطان مولاي الحسن في أمور القبائل، ويعهد إليه بالتحكيم وحل النزاعات بينها، وهذا ما أكسبه هيبة كبيرة، وأهلية ليتزعم المقاومة ضد الجيش الفرنسي بجبال بني يزناسن في نهاية (1907 أكتوبر/ دجنبر) حيث حاول الجنرال ليوطي آنذاك استغلال الخلافات الواقعة بين قواد بني يزناسن بسبب ثورة الجيلاني الزرهوني، فاستمال البعض منهم إليه، وبادر إلى التدخل لحمايتهم حينئذ التفت قبائل بني يزناسن حول الشيخ المختار بن محيي الدين الذي انتصب زعيما للجهاد، بعد أن صالح بين القبائل، وسوى الخلافات الموروثة عن صراع المخزن مع الروكي في المنطقة“

الشيخ بُومَدْيَن بن المْنَوَّر القادِرِي البودشيشِي


شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية

هو مجدد الطريقة القادرية البودشيشية في بداية القرن العشرين يلتقي نسبه مع الشيخ المختار بن الحاج محيي الدين في الشيخ المختار الثاني، بن المختار الأول بن محمد فتحا، بن محمد بن أبي دَشيش. وُلِدَ حوالي سنة 1877 ميلادية، وأَخَذَ الإِذْنَ في طريقة أسلافه القادِرٍيِّين من الشيخ المختار بن الحاج محيي الدين.

لم يَكتَفِ بِهذِهِ التَّلْمَذَة بَل استَنارَ بمَواعِظِ وإرشَادَات سَيدِي محمد لَحْلُو بفاس وهو شيخٌ دَرْقَاوِي. كما تَتَلْمَذَ على يد المَهدي بَلْعَرْيَان السباعي. فطريقة سيدِي بُومَدْيَن القَادِرِي لها وِراثة صوفية دينية من مصادر عدَّة.، تعلَّمَ المُجاهدَةَ في العبادة من قِيامِ الليلِ والصيامِ وتلاوَةِ القرآنِ والتَّمَسُّكِ الصَّارِمِ بالشَّرْعِ من سيدِي الطَّيِّب الشَّرِكِي. وأَخَذَ الوِرْدَ أيضًا عن سيدِي موسى مُقَدَّم الطريقة التيجانِيَّة بِأحفِير. كانت أماراتُ الجَذْبِ ظاهرَةٌ عليه فَوَرَدَت عنه أسرارا تتعلق بالحقيقة المحمدية وتجلياتها. كما وَرِثَ عن سيدِي محمد لَحْلُوالحَال أو الوجد، وهو ما يظهَرُ عليه وعلى مريدِيه من اضطرابات بدنية تَصحبُها رَجفَةٌ قَلبية. فيتغيَّرُ لون المريد أو يكثر بكاؤه، أو يقوم كهيئة المجنون المتمايل لِوَجْدٍ قويٍّ يصيبه. كما استفاد من أخذِهِ عن سيدِي المهدِي بَلْعَرْيان السباعي معاني التوحيد، وذاقَ على يديْهِ الفناء الصوفي.

وتَبَلورَت هذه الوارِدات مع الشيخ سيدِي بُومَدْيَن بن المْنَوَّر البودشيشِي الذي تُعَدُّ طريقته مزيجا من القادِرِية والدرقاويَّة والتِّيجانية. وانتشرت في عددٍ من الدول مع خَلَفه الشيخ سيدِي العباس بن المختار ثم ولده سيدِي حمزة ومع سيدِي جمال الدين الشيخ الحالي للطريقة. كان الشيخ سيدِي بُومَدْيَن بن المْنَوَّر شديد التعلق بالشرع غير متهاون بأمور الظاهر زيادة على أمور الباطن، كثير الاهتمام بنظافة ثيابه وطهارتها. كان يقطن بدُوَّار بويَحيَى جنوب أحفير يعيش عيشة الكفاف والعفاف، كان مثالًا للورع المُفرط، فإذا اشترى نعلًا أو ثيابًا أو تسلَّمَ نقودًا يحرِصُ قبلَ كل شيء على أن يَغْسِلَهَا بيده أو يُكَلِّفُ أقرب المريدين إليه، وكان لا يأكل طعام الأعيان الذين يرى شُبهة في دينهم وسلوكهم ولو حضر مجالسهم مع الضيوف، كما كان لا يقبل دعوة الفرنسيِين إلى حضور الحفلات والمراسم، وكان يشترط في مريديه الالتحاء.

بقدرِ ما كان الشيخ سيدي بُومَدْيَن متمَسِّكًا أشَدَّ ما يكون التَّمَسُّك بظاهر الشَّرعِ، كان أيضًا يُخاصمُ كل مظاهر البدعة والدعوى والتَّوَاكُل في مجالِ التصوف ولذلك كان له تَصَوُّرٌ خاصٌّ للطريق إلى اللهِِِ، فهو لم يقصد مشايخ الطُّرُقِ الصوفية الأخرى إلا من أجل تكسير وتجاوز تقليد كان ساري المفعول عند أصحاب الطرق الصوفية وهو الاعتماد على الانتماء التقليدي الضَّيِّق لطريقة صوفية مُعَيَّنة، فحينما قصَدَ الشيخ سيدِي محمد لَحْلُو وغيره فَمِن أجل أن يأتِي بالجديد في هذا المجال كانت غايته التجديد وتعميق الشعور الديني الروحي.

قال سيدِي بُومَدْيَن : أنا الذي امتحَنَتنِي الطريق أكثر من غيرِي، ولا أحد امتَحَنَته مثلِي، كنتُ ضعيف الحال لكننِي أجتهدُ في الذكر، وأقوم كح الليل، ثمَّ آخُذُ جبح من النحل وأجلس عليه، فإذا راودني النوم بدأتُ أكتحِلُ بالثوم والبصل، وإذا هاجمتني هواجس شيطانية أقرص لحمي وألطم وجهي حتى إذا أصبحتُ وجدتُ أثر ذلك في بدني.

الشيخ سيدي العباس القادري بودشيش


شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية

هو الشيخ العباس بن المختار الثالث، بن  محيي الدين بن المختار الأول، بن محمد بن الشيخ علي بودشيش وهو صاحبُ ضَرِيحٍ مشهورٍ بتَغجِيرت بقبيلةِ بَنِ خالد بِبَنِ يَزْناسَن الشرقية. يرتفع نسبه إلى الشيخ عبد القادِر الجيلاني من والده الشيخ عبد الرزاق. 

وبالمغرب قادِرِيون كثيرون وَفدوا عليه من الأندلس ومن المشرق بعد وقْعَة التَّتار، ولقد عَرَضَهم العَلّامة عبد الحي القادِرِي في كتابه "الزاوية القادِرية عبر العصور والأزمان". 

وُلِدَ الشيخ العباس بقرية بُيَحْيا جنوب أحْفِير في بيت علم وتقوى، ذلك أن والده الشيخ المختار بن محيي الدين عُرِف بإطعام الطعام للوافدين على الزاوية من قبائل بَنِي يَزناسَن، ولقد التفوا حوله للقيام بالجهاد ضد المستعمر الفرنسي حينما احتل مدينةَ وَجْدَة سنة 1907م.نشأ الشيخ سيدِي العباس في كنف والده. ، دخل الكُتَّابَ وحَفِظَ القرآنَ وبعض الْمُتُنِ، شأنه في ذلك شأن أَقْرَانِه الذين يَتلَقَّوْنَ ثقافة عصرهم على الطريقة التقليدية على يد فقهاء الزاوية الذين يَسْتَقدمهم شُيوخها. 

ولما بلغ الشيخ سيدِي العباس سن الرشد واكتملت قواه العضوية والفكرية تَكَلَّفَ بالزاوية في علاقتها الاقتصادية والاجتماعية إذ كان يرأس مجلسَ كبار الفلاحين في المنطقة، بينما كان أخوه الأكبر سيدِي المكي يقوم بتسيير أمور الزاوية والطريقة في جانبها التنظيمي خلفا لوالده الشيخ المُختار. 

ومن خلال الاطلاع على سيرة الشيخ سيدِي العباس المنقولةِ شفويا نلاحظ أنه كان لديه مَيْلا مبكرا إلى سلوك طريق الصوفية غير مكتف بانتسابه إلى الزاوية وإلى الأصل الشريف كما يفعل كثير من الشرفاء أبناء الشيوخ. 

لقد كان لقاء الشيخ سيدِي العباس مع أحد الصلحاء بمدينة وَجْدَة مُؤشِّرا على استعداده الأصيل للبحث عن الشيخ المربي الذي يبحث عنه الصوفية لسلوك الطريق. لقد رأى الشيخ سيدِي العباس هذا الشخصَ وتوسم فيه الخير ثم قَصَدَه وسلَّم عليه وقدَّم إليه هدية ثم قال له : يا سيدي، إِنَّ نفسي غلبتني وأنا في حاجة إلى من يأخذ بيدِي إلى اللهِ ؟. ما بالك تتكلم هكذا ابن مَن أنت؟ أنا عبد من أولاد بودشيش. سبحان اللهِ العظيم ، أهل الفضل يطلبون مزيد الفضل! لكِنِّي يا سيدِي لستُ من الذين تظن. ما بالُك  أجُنِنْت ؟ كيف لا يكون مجنونا مَن غلَبَتْهُ نَفسُهُ فلا يشتغل إلا بدنياه، صَدَقتَ يا وَلَدِي، وإن كنتَ ما تطلبه هو الحق، لكنَّ الأجلَ لم يَحِن بعد. فلا تهتَّمّ بهذا الأمر الآن، بل اذهب إلى منزلك واهتَمْ بأمور دنياك ولا تجزع، فإن الذي سيأخذ بيدك سيأتيك إلى منزلك إن شاء اللهُ عَزَّ وجلَّ. 

وبالفعل فإن الشيخ سيدِي بُومَدْيَن بن المْنَوَّر قَدِمَ إلى بَلدة مَداغ حيث منزل الشيخ سيدِي العباس وضريح والده جاء ليُقدم له التعازي بعد وفاة إحدى بناته فالتمَس منه المُكُوتَ عنده ليسترشد به في كيفية سلوك طريق التصوف. ألزمه الشيخ سيدِي بُومَدْيَن بالخلوة مدة أربعين يوما لتحصيل التجربة الصوفية وحصول الفتح. ومنذ ذلك الحين ظهر للشيخ سيدِي بُومَدْيَن أن مريده الجديد يصلح أن يكون وارث سره لِتَحَلِّيهِ بخصال الطاعة والكرم والجود، فهو قد أفاض على شيخه مما رزقه اللهُ عَزَّ وجَلَّ أطعمه وكساه بسخاء منقطع النظير. 

ولقد توسم الشيخ سيدِي محمد لَحْلُ الفاسي من قَبْل علامة الصلاح في الشيخ سيدِي العباس، وتفرَّس فيه بلوغَ شأن عظيم في المستقبل، ولقد حَرِص على بقائه بفاس أكثر ما يمكن لنيل بركته، وتمنى لو أن أهل فاس عرفوا شَأنَه وهَرَعوا إلى طلب ما عنده من فضل، بالرغم من أنه كان إذّاك يافعا لم يتجاوز بكثير العقد الثاني من عمره ومع ذلك كان قد أوفده أخوه سيدِي المكي إلى مدينة فاس وأحوازها لتأليف الفقراء القادِرِيين حول مُقَدَّمِهِم السيد البشير الذي كان صديق حميم للشيخ سيدِي محمد لَحْلُو . 

بَقيَ الشيخ سيدِي العباس ملازمًا لأخيه سيدِي المكي بن المختار لأن بدونه لا تستقيم أمور الزاوية لاتصافه بلباقة خاصة وإشعاع أخلاقي ومَدَد قوي.

تُوفي قَدَّسَ اللهُ سره يوم الثلاثاء ثاني فبراير 1972م.

الشيخ سيدِي حمزة القادِري بودشِيش


شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية

هو الشيخ سيدِي حمزة بن العباس بن المختار. وُلِدَ سنة 1922م بقرية مَداغ من إقليم بَركان شرق المغرب، حَفِظَ القرآنَ وتلقى علومَ الشريعة بزاوية أسرته، فأخذَ علومَ الفقه واللغةِ والنحو عن الفقيه أبي الشتاء الجامعي، ومحمد بن عبد الصَّمَد التَّجْكاني، وعلي العروسي اليَزناسني، وحميد الدرعي.

تابَع التحصيلِ والتكوينِ بمدينة وَجْدَة في المعهد الإسلامي التابع لنظام جامعة القرويين آنذاك، وأخذ فيه عن أعلام منهم أبو بكر بن زَكَرِي ناظِر الأحباس. عبد السلام المكناسي، محمد بن إبراهيم اليَزناسني، محمد الفِيلالي، الحبيب سِناصر.
في عام 1940م تحت إشراف محمد الكبداني، بدأ مهمة التدريس والتذكير خاصة في علوم النحو والفقه والسيرة النبوية. وفي سنة 1942م بدأ مع والده في سلوك طريق التربية والتحقيق على يد الشيخ سيدِي بُومَدْيَن بن المْنَوَّر القادِري بودشيش.

وكان عمدة الشيخ سيدِي أبو مَدْيَن في طريق التصوف خاصة،  هو إبن عمه المجاهد المختار المتوفى سنة 1914م وهو جَدُّ سيدِي حمزة لأبيه. وقد أخذ سيدِي المختار عن والده الشيخ سيدِي محيي الدين عن سَيِّدِي المختار عن الشيخ المختار الأول عن محمد فتحا، عن علي بن أبي دَشيش.

لما انتقل الشيخ سيدِي أبو مَدْيَن إلى دار البقاء سنة 1955، شاء اللهُ أن يتصدر مهمة الإرشاد في هذه الطريقة القادِرية البودشيشِيا سيدِي العباس بن المختار والذي في عهده اقتحمت الطريقة المدن والقرى المغربية في سهولِها وجبالها بطريقة مرنة وملاطفة ربانية، لا يهمه المظهر بقدر ما يهمه القلب والسلوك الأخلاقي.

وقبيل انتقال الشيخ سيدِي العباس إلى جوار ربه يوم الثلاثاء ثاني فبراير 1972م ، ترك وصيَّتَه التي أشهد عليها كبار الطريقة آنذاك إلى الشيخ سيدِي حمزة.

تقلد الشيخ سيدِي حمزة سنة 1972 مهمة الإرشاد في الطريقة القادِرية البُودْشِيشِيَّا ، فَجَدَّد أذكارها ونَظَّم سيرَها مما زاد في إحيائها وتنشيطها. فتوسعت دائرتها، وكَثُرَ مريدِيها في العديد من المدن والقرى المغربية. ثم ازدادت إشعاعا خارج القطر المغربي وخاصة عند الشباب. 

تُوفِيَ رضي اللهُ عنهُ فَجْرَ يَوْمَ الأَرْبِعَاءِ 19  ربيع الآخر 1438 (18 يناير 2017) بوَجْدَة عن عمر يناهز 95 سنة.

الشيخ سيدِي جمال الدّين القادِري بُودْشِيش


شيوخ الطريقة القادرية البودشيشية

هو  سيدِي جمال الدين الشيخ الحالي للطريقة القادِرِيَّة البُودْشِشِيَّا. إبْنُ الشيخ سَيّدِي حمزة ، إِبْن سيدِي العبّاس، إِبْن سيدِي المختار، سَنداً مُتّصِلا، رُوحِيا وصُلْبِيّا، إلى سيدِي عبد القادِر الجيلاني.

وُلِدَ رضي اللهُ عنه بقرية مَداغ العامرة، بناحية بَركان بالمملكة المغربية، سنةَ 1942م. أخذ عن شيخه العارف باللهِ سيدِي بُومَدْيَن بن المْنَوَّر ، وثُلّةٌ من الشيوخ العلماء النابغين، الجامعين بين علوم الحِكَم والأحْكام. ، فتلقّى رضِيَ اللهُ عنه القرآنَ الكريم، وحَمَل الضَّرُوري من علوم الدين. تَدَرَّج في أسلاك التعليم باللغتين العربية والفرنسية. نال دبلوم الدراسات العليا في العلوم الإسلامية و دكتوراه الدولة من دار الحديث الحَسَنِيَّة، سَنةَ  2011م.

وقد سرْبله المولى عز وجل بِسِربال إِذْنِ الحَضْرَتين، وسَلَكَهُ في سلك الأفراد المُصْطَفِين الواصلين المُوَصِّلِين بعدَ التحاق شيخه ووالده العارف بالله سيدِي حمزة  بالرفيق الأعلى .وكان ذلك بِإذنِ اللهِ وفضله، طِبقا لمَنْطوق الوصّية التي تركها الشيخ سيدِي حمزة في هذا الصدد الجَلَل وهي وصية كانت بمثابة التّجْسِيدِ والإنفاذ، لِما سبق به الإِمداد، وِفق النُّطق المُعاد للشيخ الوالد سيدِي حمزة أعلى اللهُ مقامه، والذي نَصُّه: الذي عِنْدي عِنْدَكْ. وهو يفيد تصريحا أنَّ الإِذْنَ الشَّريف الذي تَقَلَّدَهُ رضي اللهُ عنه مِنْ لَدُن شيخه  سيدِي الحاج العباس طيب اللهُ ثراه، كان إذْنا مُثَنَّا لم يكن الشيخ سيدي جمال رضي اللهُ عنه منه مُستَثنا والحمد لله على ذلك.

المصدر كتاب : مساهمة في البحث عن زوايا بني يزناسن – القادرية البودشيشية نموذجا

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية