آخر الأخبار

جاري التحميل ...

الذكرى السابعة لوفاة الشيخ سيدي حمزة بن العباس

تَحُلُّ علينا يوم 18 من شهر يناير الذكرى السابعة لوفاة الشيخ سيدِي حمزة قَدَّسَ اللهُ سرَّه وإحياء هذه الذكرى الكريمة فرضٌ علينا لأنه حَيٌّ في قلوبنا، وفضائلِه شاهدة علينا ظاهرةٌ فينا، ومَحَبَّتُهُ كنزُنا وذُخْرُنا يوم لقاء ربنا. فكما قال سَيِّدُ المرسلين صلَّى اللهُ عليه وسلم .(المَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ).

 يقول الشيخ سيدِي جَمالُ الدِّينِ رضي اللهُ عنه عن الاحتفاء بذكرى شيخنا سيدِي حمزة قَدَّسَ اللهُ سِرَّه: اعلموا أنَّ الإنسان لا يموت بمجرد أنَّ أنفاسه انتهت. فالذين خطُّوا مسيرتهم البطولية، والذين تفانوا من أجل طاعة اللهِ فسيبقون أحياء. مصداقًا لِقَولِ اللهِ عزَّ وجلّ : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} .

كَما أَنَّ مِنْ شِيَمِ الأُمَمِ والشُّعُوبِ الاحْتِفالَ بِرِجَالاتِها ورُمُوزِهَا العِظَام، وتَخْليدِ ذِكراهُم الطَّيِّبَة والاعتبارَ بِسِيَرِهِمْ العَطِرَة. ولهذا القَصْدِ سَيَلْتَئِمُ جَمْعُنَا بِالزاوِية القادِرِيَّة البُودشيشيّة بمَدَاغٍ بِمُناسَبَةِ الذّكْرَى السَّابِعَةَ لالتحاق الشيخ المُرَبِّي. المُجَدِّدُ لِلسُّلُوكِ الصُّوفِي العارفِ باللهِ سيدِي حَمْزَةَ قَدَّسَ اللهُ سِرَّه.

يقولُ الشيخ سيدِي جمالُ الدِّينِِ رَضِيَ اللهُ عنه في حَقِّ الوارِثِ المُحَمَّدِي سيدِي حمزة بنُ العَبَّاس : وكمَا يَعْلَمُ الجميع، ويشهدُ به الجَمُّ الغفير فإن شيخَنا قَدَّسَ اللهُ سِرَّه قد أفنى حياته في خدمة ديننا الإسلامي الحنيف. والدعوةَ إليه بالحكمة والموعظةِ الحسنة مُتَّبِعًا طريق الليِْن واليسر بعيدا كل البعد عن التشدد، عامِلًا على تأليفِ القلوبِ وتزكيةِ النفوس . وتَحْبِيبِ اللهِ إلى خلقه من خلال ذكر اللهِ الكثير. وَالتَّوَجُّهِ إليه دونَ سواهُ بصدق وإخلاص، لذلك كان قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ نِعْمَةً من نِعَمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ قَلَّ نَظيرُها في هذا الزمان.

إن تجديد والدِنا وشيخِنا رحمه اللهُ للتربية الصوفية في زماننا المعاصر، كان وليد جد وكَدٍّ واجتهاد شبَّ عليها منذ شبابِه. صادقا في طلبه للهِ عز وجل، غير ملتفت لأي حَظٍّ من الحظوظ.  ممتثلا ومحبا ومتوجها ومنقطعا لخدمة شيخه العارفِ باللهِ سيدِي بُومَدْيَن قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ، رُفْقَةَ جَدِّنا وشيخنا العارفِ باللهِ سيدي الحاج العباس، حيث بَدَلَا في ذلك النفس والنفيس.  فَتَحَقَّقَا لهما بتوفيقه تعالى ما كان يبشر به أهلُ اللهِ الراسخون، وأهلُ اللهِ المُلهمون، منذ بداية انسلاك والدي العارفِ باللهِ سيدي الحاج حمزة قَدَّسَ اللهُ سِرَّهُ، ويشيرون إليه تلميحا وتصريحا ببلوغه مقاما عَلِيًّا في التربية وتسليك المريدين، وكيف أن زمَنَه سيكونُ وَقْتَ ظهور للتصوف السُّنِّي السَّنِي، الذي ميَّز أرضَ هذه المملكة المغربية الشريفة منذ قرون. 

فحاز رَضِيَ اللهُ عَنْهُ السَّبْقَ في زمانه ليكون بِحَقٍّ مُجَدِّداً من مجدِّدي التربية الصوفية. وفي هذا الصدد يقول رسول اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم . يبعَثُ اللهُ لِهذِه الأمَّةِ على رأسِ كلِّ مائةِ سَنةٍ من يجدِّدُ لهذه الأمة أمر دينها.

 فعلى كل مُنتفع ومُتَلَقٍّ أن يَذْكُرَه ذِكْرًا يتناسب مع عطائه وإنجازه الكبير، وأجمل الذِّكْرِ للإنسان بعد موته كما قيل : لا يكون الصَّدِيقُ صَدِيقًا حتى يَذْكُرَ أخاه في ثلاث : في غيابه وفي محنته وبعد مماته. ولا نَنسى أننا لا زِلنا نعيش في فُيوضات سرِّه.

رَحِمَ اللهُ شيخَنا الجليل الشيخَ سيدِي حمزة و أسكنه فسيحَ جناته مع النبيين والشهداء والصالحين . وأجزل اللهُ له خيرَ الجزاء لقاء ما قدم للأمة الإسلامية من العلم النافع. وبارك في وارِثِ سِرِّهِ الشيخ سيدِي جمال الدين وأبقاه الله ذُخرا لهذه الطريقة المُباركة.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية