الزاوية في حاجة إلى الرجال الذين استقاموا على الطريقة فسقاهم ربهم بكأس المحبة شرابًا طَهورًا، شَرِبُو بقلوبهم فلانت جُلودُهُم وقلُوبُهُم إلى ذكر الله.أما الذين أُشْرِبُوا في قلوبهم حب الجاه والمال .سواء آنْذَرْتَهُم أم لم تُنذِرهُم لا يستقيمون. ألِفوا الخَوض في الماء العَكِر واصطياد الفقراء البُلَّه.رَمَوْا الشريعة وراء ظهورهم واتَّخذو الحقيقة مطِيَّةً لِقضاء حوائجهم الدَّنِيَّة ومرضاة لِعالَمِهم السُّفلي . والأجدر بهم في هذا الزمان الذي ليس بزمانهم أن يتركوا المكان ويدعوا المريد الصادق مع شيخه يرتوي من سره. كما قال أحد المريدين في شرحه لكلام سيِّدِي عبد الرحمن المجذوب."يا الواقفين على زَمزَم خَلِّيوْنِ نَرْوَا مَنُُّو".أيْ منه.أيهاالفقراء لا تُلَوِّثوا هذا السِّرّ بأعمالكم المُشينة فتحرِموا الناس منه.
إذا أرَدْتَ أن تعرفَ أيُّها المُنتَسِبُ للطريقة هل أنتَ من الذين يحجِبون الطريقة عن أهلِها؟ فاسأل نفسك ماذا قَدَّمْتَ؟ وماذا كَسَبْتَ ؟بشرط أن لا تحسِبَ خدمة الطريقة من فضائلك.
أما عن كاتب هذه السطور فقد خاف أن يكون منهم -إن لم يكن منهم - فقد آوى إلى رُكنٍ بجانب الطريق يرجو رَبَّه ويلتمسُ عَفْوَه .فقد قيل:"أن تنجو بنَفسِكَ وأنتَ أعمَش خيرٌ من وأنتَ أعمى ".
نسأل اللهَ عَزَّ وجَلَّ أن يُجِيرَنا من خِزْيِ الدُّنيا وعذابِ الآخِرَة.