قال الشيخ ابن عطاء الله رضي اللّه عنه :
( إذا أَرَدْتَ أنْ تَعْرِفَ قَدْرَكَ عِنْدَهُ فانْظُرْ في ماذا يُقيمَكَ)
هذا ميزان صحيح ، وقد روي عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال : « من أراد أن يعلم منزلته عند اللّه فلينظر كيف منزلة اللّه تعالى من قلبه فإن اللّه عزّ وجلّ ينزل العبد عنده حيث أنزله العبد من نفسه » .
وهذا الإنزال المذكور المنسوب إلى العبد هو معنى الإقامة المذكورة ؛ إذ العبد لا فعل له على التحقيق .
قال الفضيل بن عياض ، رضي اللّه تعالى عنه : « إنما يطيع العبد ربّه على قدر منزلته منه » .
قال الشيخ أبو طالب المكي ، رضي اللّه تعالى عنه : « فإذا كان العبد لنظر مولاه مكرما ، ولحرماته معظما ، وإلى محبوبه ومرضاته مسارعا كان اللّه عزّ وجلّ له في الآخرة ، لوجهه مكرما ، ولشأنه معظّما ، وإلى مسرّته من النعيم المقيم مسارعا ، وإذا كان العبد بحق مولاه متهاونا ، وبأمره مستخفّا ولشعائره مستصغرا كان اللّه عزّ وجل له مهينا وبشأنه متهاونا ، إلى ما يكره من العذاب الأليم ، له مسارعا ، والعياذ باللّه من ذلك » .
وقال وهب بن منبّه ، رضي اللّه تعالى عنه : « قرأت في بعض الكتب : يا ابن آدم أطعني فيما أمرتك ، ولا تعلمني بما يصلحك إنّي عالم بخلقي إنما أكرم من أكرمني وأهن من هان عليه أمري ، لست بناظر في حق عبدي حتى ينظر عبدي في حقي » .
غيث المواهب العلية في شرح الحكم العطائية