آخر الأخبار

جاري التحميل ...

المنح الربانية في المولد النبوي

 وقدْ اسْتحسَنَ العُلماءُ المُبادرَةِ إلى القِيامِ، وذلك عِندَ ذِكرِ مَولِدهِ عَليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ، وبَرزَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ رَافِعاً رَأسَهُ جِهةَ السَّمواتِ، إيماءً إلى سُؤدَدِهِ ورِفْعَةَِ قَدرِهِ على سَائِرِ السَّاداتِ، قائلاً : "اللهُ أكبَر، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله وبحمده بُكرةً وأصيلا". بين كتفيه خاتَمُ النُّبوَّةِ مَختونًا مَسرُوراً مَغسولاً، بِثَوبٍ مِنْ صُوفٍ أَبيضٍ مَشمولاً.


ولمَّا نَظرَتْ إليْهِ أمُّهُ وجدتهُ كالبَدْرِِ الأزْهَرِ، قَدْ عَلَتْ مِنْهُ الأنْوارُ إلى السَّماءِ فَاحَتْ مِنه رَائحَةُ المِسْكِ الأزْفَرْ، وإذا بقائلٍ يقولُ : "خُذوهُ عَنْ أَعيُنِ الناسِ كَيْلاَ ينظرُوه، وفي أَخلاقِ الأنْبِياءِ فََاغْمِسُوهُ، وعلى المَلَكوتِ وعَجائبِ صُنعِ اللهِ فأطلِعوهُ، ثمَّ أتَت بأفصَحِ كَلَامٍ.


ولمّا بَلَغَ عَليهِ السَّلامُ اثْنَتَيْ عَشرَةَ سَنةٍ هِلاليَّة سَافرَ مَعَ عمِّهِ أبِي طَالِب إلى البِلادِ الشَّاميَّة، وعَرَفَهُ الرَّاهبُ بُحَيْراءَ بما حَازَ مَنَ الأوْصافِ النَّبَوِيَّة، وقال : إنِّي أَراهُ رَسولُ رَبِّ العالَمينَ ونَبِيُّهُ لأنهُ قَدْ سَجَدَ لَهُ الشَّجَرُ والحَجَرْ، ولا يَسْجُدان إلاَّ لِذِي مُعجِزَةٍ إلهيَّة وإنَّا لَنجدُ نَعتَهُ في كُتُبِنا القَدِيمةِ السَّماويَّةِ، وبَيْنَ كَتفَيهِ خاتَمُ النُّبوَّةِ الأحمديَّةِ، وَقَدْ عمَّتهُ الأنوارُ الرَّبّأنبَّة، ثُمَّ أَمَرَ عَمَّهُ بِرَدِّهِ إلى مَكَّةَ البَهيَّة تَخَوُّفاً عَليهِ مِنْ أهْلِ دِينِ اليَهودِيَّة، فَرَجَعَ بهِ عَلَيهِ السَّلامُ ولَم يُجاوِز بُصْرَى منَ البلادِ الشَّاميَّة.


ولم يَزلْ صلَّى اللهُ علَيهِ وسَلَّم يَترقَّى فِي الكَمالِ ويَكتَسي ثَوْبَ الجَلالَة، حَتَّى بُعِثَ بَعدَ الأربَعينَ خاتِماً للنُّبُوَّةِ والرِّسالَةِ، وأظهرَ اللهُ تَعَالَى دِينَهُ عَلَى سائرِ الأَدْيَانِ وأيَّدهُ بالمُعجزاتِ الباهِرَةِ وأجلُّهَا القرآن.


السابق    التالي


التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية