آخر الأخبار

جاري التحميل ...

إكثار الذكر عند الصوفية

إكثار الذكر عند الصوفية

الذكر الذي يلح الصوفية في الحض على إكثاره كما جاء في كتاب "قصد السبيل" للشيخ التهانوي : (إن التصوف درجتان، والدرجة العليا منهما هي التي يكون صاحبها مؤمنا بالذكر مستديما له، مع العمل بالطاعات المستحبة التي تتعلق بالظاهر).

وقد وردت نصوص عديدة في القرآن والحديث تحض على إدامة الذكر، فقد ورد (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) كما ورد (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ) لا تدل الآية على إكثار الذكر فحسب بل على إدامته أيضا، ولا يوجد للرجل إلا ثلاث هيئات، إما أن يكون قائما وإما قاعدا وإما مضطجعا، فإذا لم يفته ااذكر في هذه الهيئات الثلاث فكأنه ذكر الله في جميع الأحوال نائما ومستيقظا، ويستدل من اصطلاح إدامة الذكر، بالذكر واقفا وقاعدا ونائما ومستيقظا.

والذكر القلبي يمكن أن يستنبط من هذه الآية لأن المرء يشتغل في قيامه وقعوده واضطجاعه بشؤون أخرى، مما لا يجتمع معها إلا ذكر القلب وبالأخص حينما يكون المرء مضطجعا كما لا يخفى أن النوم كامن في كلمة "على جنوبهم"، وقد نصت آية (لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ) على اتصال ذكر القلب بالتجارة والمعاملات لأنها لا يمكن لأن يصحبها إلا ذكر القلب.

ويمكن القول أن الذكر الذي ثبت في الكتاب والسنة، ليس إلا ذكر القلب لأن كلمة الذكر إنما يراد بها في معناها اللغوي وصول الفكر والذهن إلى أمر قد انقضى في الزمان الغابر واستعادته إلى الذاكرة، أما أن تذكر أمرا ما، فمعناه أن ترسل فكرك وذهنك إليه وتتصل به اتصالا ذهنيا، وحينما يريد المرء أن يذكر أمرا منسيا فمعناه أن يوجه ذهنه أو قلبه إليه ويلتفت بهما إليه، وفي كل هذه الأحوال يجب عليه أن يعبر عن كل ذلك بلسانه.

ويرمز ذلك إلى أن الذكر ليس إلا تذكر أمر ما بالقلب أو الالتفات بالقلب إليه بغير أن يظهر ذلك باللسان، غير أن تأديته والتعبير عنه باللسان وسيلة وعلامة للالتفات من القلب.

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية