آخر الأخبار

جاري التحميل ...

قصص الصالحين-عامر المجنون

قصص الصالحين-عامر المجنون


حكي أنه مر علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعامر المجنون وقد ألقى نفسه على قارعة الطريق وهو يإن أنين المضنى السقيم فقال له :

يا عامر كيف أصبحت ؟

فقال :
يا سائلي عن سقام ظل مشتهرا... ماذا السؤال وسقمي أنت تبصره
فقال عيني تملّت من محاسنه....عساك بالدمع تدنيه وتذكره
فقلت ضعفي لما ألقاه يمنعني.... من الكلام فأخفيه وأستره

فقال له : يا عامر كيف أصبحت ؟

فاستوى جالساً وقال :

يا أمير المؤمنين أصبحت والله عبد الهوى مشغولاً عن الآخرة بالدنيا، بعيد الأمل، قريب الأجل، كثير التخليط، شديد التفريط، جم العيوب، كثير الذنوب، عظيم الجرائر، قبيح السرائر،.

أصبحتُ أشكو الذي ألقاه من كمد ....فكيف لي بلسان يحسن الشكوى
كفاك يا سائلي ما أنت تبصره... وما تشاهد بي من شجة البلوى
أصبحت والصبح يدعوني إلى سفر...وما معي يا أخي زاد من التقوى

قم أنشأ بعد ذلك وقال :

يا ذاكرًا لي أموراً في أكثرها ... عدد علي جناياتي وزلاتي
عدد علي وقل لي غير محتشم...يا أفلس الناس من شك وإخبات
أنا الطي في قفار اللهو تهت وقد... ضيعت في اللهو والعصيان أوقاتي

أنا الذي دعاني الشيطان أجبته، وإن أمرني أطعته، قد ملك قيادي وأضنى فؤادي، وكان ملك الموت قد نظر إلي شررا وأخذني قسرًا، وأخرجني من الدنيا بذنوبي وأوزاري مفردا من بين أهلي وجيراني، ثم تلا :{هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ} ثم أوقف بعد ذلك بين يدي مولاي فيقول لي : يا عامر كيف كنتُ لك ؟ فأقول : يا رب كنتَ لي نعم المولى، فيقول : يا عامر كيف كنتَ لي ؟ فأقول : يا رب كنتُ بئسَ العبد.

ثم سقط على وجهه مغشيا، فقال علي رضي الله عنه : والله يا عامر ما أنت بمجنون، إنما المجنون من كان في غفلة عمّا ذكرت.

مخطوطة : طب القلوب والطريق إلى علام الغيوب

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى موقعنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد الموقع السريع ليصلك جديد الموقع أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

نفحات الطريق الصوفية