أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ الْأَزْدِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ، أَخْبَرَنَا أَبُوجَيْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، أَخْبَرَنَا يَعْلَى يَعْنِي ابْنَ عُبَيْدٍ، حَدَّثَنِي أَبُو حَيَّانَ، عَنْ مُجَمِّعٍ قَالَ: كَانَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ إِلَى أَبِيهِ حَاجَةٌ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ حَاجَتِهِ كَلَامًا مِمَّا أَحْدَثَ النَّاسُ، وَيَتَوَسَّلُونَ بِهِ، لَمْ يَكُنْ سَمِعَهُ مِنْهُ فِيمَا مَضَى، فَلَمَّا فَرَغَ، قَالَ: يَا بُنَيَّ، فَرَغْتَ مِنْ كَلَامِكَ؟ قَالَ: نَعَمْ، مَا كُنْتَ مِنْ حَاجَتِكَ أَبْعَدَ، وَلَا كُنْتُ فِيكَ أَزْهَدَ مُنْذُ سَمِعْتُ كَلَامَكَ هَذَا، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «سَيَكُونُ قَوْمٌ يَأْكُلُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ كَمَا تَأْكُلُ الْبَقَرُ مِنَ الْأَرْضِ».
سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ عَبْدَ الْوَاحِدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الشِّيرَازِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا أَحْمَدَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مُحَمَّدٍ الْمُفَسِّرَ، يَقُولُ: «أَقَامَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ خَمْسِينَ سَنَةً مَا اسْتَنَدَ، وَلَا مَدَّ رِجْلَهُ بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ هَيْبَةً لَهُ».
سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُنْتَصِرِ الْأَنْدَلُسِيَّ يَقُولُ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَرَجِ الْمُوَحِّدُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْبَرِّيِّ، قَالَ: قَالَ لِي أَبُو صَالِحٍ مُفْلِحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: أَقَمْتُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا مَا شَرِبْتُ مَاءً، فَلَمَّا مَضَى أَرْبَعُونَ يَوْمًا أَخَذَ بِيَدِي الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سَيِّدٍ حَمْدُوَيْهِ، وَحَمَلَنِي إِلَى بَيْتِهِ، فَأَخْرَجَ لِي مَاءً، وَقَالَ: اشْرَبْ فَشَرِبْتُ، فَحَكَتْ لِي امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَالَ لَهَا: «اشْرَبِي فَضْلَةَ رَجُلٍ لَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا مَا شَرِبَ» ، قَالَ أَبُو صَالِحٍ: وَمَا اطَّلَعَ عَلَى تَرْكِي لِشُرْبِ الْمَاءِ أَحَدٌ غَيْرَ اللَّهِ تَعَالَى.