أَخْبَرَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ حِبَّانَ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الصُّوفِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى الْمِصْرِيِّ الصُّوفِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُبَارَكِيُّ، بِسَوَادِ الْعِرَاقِ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَبْدِ الْأَعْلَى الصَّدَفِيِّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ دَرَّاجٍ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا حَلِيمَ إِلَّا ذُو عَثْرَةٍ، وَلَا حَكِيمَ إِلَّا ذُو تَجْرِبَةٍ» مَا رَوَاهُ إِلَّا ابْنُ وَهْبٍ.
سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ عُثْمَانَ بْنِ نَصْرٍ الْقَرَافِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الْمِصْرِيَّ، يَقُولُ: «الْأَوْلِيَاءُ كُلُّ مَنْ هُوَ أَرْفَعُ حَالًا مِنْ صَاحِبِهِ، فَإِنَّ صَاحِبَهُ الَّذِي هُوَ أَدْنَى مِنْهُ فِي الْحَالِ مُنْكِرٌ لِحَالِهِ» فَقُلْتُ لِلشَّيْخِ أَبِي الْحَسَنِ الْقَرَافِيِّ: أَلَيْسَ هُمْ مُتَسَاوُونَ فِي الْحَالِ، فَقَالَ: لَا، هُمْ مُخْتَلِفُونَ فِي الْأَحْوَالِ ".
سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ الْمِصْرِيَّ يَقُولُ: كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ، فَجِئْتُ إِلَى عِنْدَ الْفُقَرَاءِ، فَإِذَا رَجُلٌ أَعْجَمِيُّ، كَبِيرُ الْهَامَةِ، يُوَدِّعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَدَّعَهُ، وَتَبِعْتُهُ حَتَّى جَاءَ إِلَى مَسْجِدِ الشَّجَرَةِ، فَصَلَّى وَلَبَّى، فَصَلَّيْتُ وَلَبَّيْتُ، وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ، فَالْتَفَتَ فَرَآنِي، فَقَالَ: مَا تُرِيدُ؟ فَقُلْتُ: " أُرِيدُ أَنْ أَتَّبِعُكَ، فَأَبَى عَلَيَّ، فَأَلْحَحْتُ، فَقَالَ: إِنْ كَانَ وَلَا بُدَّ فَانْظُرْ أَنْ لَا تَضَعَ قَدَمَكَ إِلَّا عَلَى أَثَرِ قَدَمِي، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَمَشَى وَأَخَذَ عَلَى غَيْرِ الطَّرِيقِ، فَلَمَّا مَرَّ هَوِيٌّ مِنَ اللَّيْلِ، فَإِذَا بِضَوْءِ سِرَاجٍ، فَالْتَفَتَ إِلَيَّ، فَقَالَ: هَذَا مَسْجِدُ عَائِشَةَ، تَتَقَدَّمُ أَنْتَ أَوْ أَتَقَدَّمُ أَنَا؟، فَقُلْتُ: مَا تَخْتَارُ، فَتَقَدَّمَ، وَنِمْتُ أَنَا حَتَّى كَانَ وَقْتُ السَّحَرِ دَخَلْتُ إِلَى مَكَّةَ، وَطُفْتُ وَسَعَيْتُ وَجِئْتُ إِلَى عِنْدِ أَبِي بَكْرٍ الْكَتَّانِيِّ، وَجَمَاعَةُ الشِّيُوخِ قُعُودٌ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ، فَقَالَ لِي أَبُو بَكْرٍ الْكَتَّانِيُّ: مَتَى قَدِمْتَ؟ قُلْتُ: السَّاعَةَ، فَقَالَ: مِنْ أَيْنَ؟ قَالَ: قُلْتُ مِنَ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ: كَمْ عَهْدُكَ مِنْهَا؟ فَقُلْتُ: الْبَارِحَةَ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضِ، فَقَالَ لِيَ الْكَتَّانِيُّ: مَعَ مَنْ جِئْتَ؟ فَقُلْتُ: مَعَ رَجُلٍ مِنْ حَالِهِ وَقِصَّتِهِ، فَقَالَ: ذَاكَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّامَغَانِيُّ، وَهَذَا فِي حَالِهِ قَلِيلٌ، ثُمَّ قَالَ: قُومُوا اطْلُبُوهُ، ثُمَّ قَالَ لِي: عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ حَالَكَ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ: قُلْتُ لِأَبِي بَكْرٍ الْمِصْرِيِّ: كَيْفَ كُنْتَ تَحِسُّ بِالْأَرْضِ تَحْتَ قَدَمِكَ قَالَ: «كُنْتُ أُحِسُّ بِهَا مِثْلَ الْمَوْجِ إِذَا دَخَلَ تَحْتَ السَّفِينَةِ».