أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: أَمْلَى عَلَيَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْمَكِّيُّ الصُّوفِيُّ، ثنا يُونُسُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى، ثنا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ عَجْلَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَوْ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، فَلَا أَدْرِي الشَّكَّ مِنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَكُلٌّ عَلَى خَيْرٍ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَلَا تَعْجِزْ، فَإِنْ فَاتَكَ شَيْءٌ فَقُلْ: كَذَا قُدِّرَ، كَذَا كَانَ، وَإِيَّاكَ وَلَوْ فَإِنَّهَا مِفْتَاحُ عَمِلِ الشَّيْطَانِ " قَالَ عَمْرٌو: فَهَذَا يَدُلُّ عَلَى مَعْنَى التَّوَكُّلِ بِالتَّكَسُّبِ، فَإِذَا فَاتَهُمُ الْأَمْرُ بَعْدَ الْكَسْبِ قَالُوا: كَذَا أَرَادَ اللَّهُ وَكَذَا قَدَّرَ اللَّهُ.
أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَمْرٍو عُثْمَانَ الْأَدَمِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ الْمَكِّيَّ، يَقُولُ: «مَعَ التَّصَبُّرِ الْبَرْمُ، وَمَعَ الْمُحَاسَبَةِ الْأَلَمُ، وَمَعَ الْمَعْرِفَةِ السَّقَمُ، وَمَعَ الْوَرَعِ الشِّفَاءُ، وَمَعَ الْقَنَاعَةِ الْغِنَى، وَمَعَ الرِّضَا الْهَنَا» سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ سَلَامَةَ بْنَ عَلِيٍّ يَقُولُ: سُئِلَ عَمْرٌو عَنِ الْمُرُوءَةِ مَا هِيَ؟ فَقَالَ: «التَّغَافُلُ عَنْ زَلَلِ الْإِخْوَانِ».