أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرِ الدَّقَّاقُ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكَّارٍ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا، عَنْ عَاصِمٍ الْأَحْوَلِ، عَنْ مُوَرِّقِ الْعِجْلِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ، أَكْثَرُنَا يَوْمَئِذٍ ظِلًّا الَّذِي يَسْتَظِلُّ بِكِسَاءٍ، فَأَمَّا الَّذِينَ أَفْطَرُوا فَسَقَوُا الرِّكَابَ وَأَمْهَنُوا وَعَالَجُوا، وَأَمَّا الَّذِينَ صَامُوا فَلَمْ يُعَالِجُوا شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «ذَهَبَ الْمُفْطِرُونَ الْيَوْمَ بِالْأَجْرِ».
سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيِّ بْنِ خَلَفٍ الصُّوفِيَّ، بِمِصْرَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ الرُّوذْبَارِيَّ يَقُولُ: كَانَ بَيْنَ بَعْضِ الْفُقَرَاءِ وَبَيْنَ بَعْضِ الشِّيُوخِ وَقْعَةٌ، فَدَعَا الشَّيْخُ جَمَاعَةَ الْفُقَرَاءِ، فَقَالُوا لِذَاكَ الْفَقِيرِ: سَاعِدْنَا، فَقَالَ: عَلَى شَرْطِ أَنْ تَسْتَأْذِنُوا الشَّيْخَ حَتَّى لَا يَتَأَذَّى قَلْبُهُ بِحُضُورِي مَعَكُمْ، فَتَقَدَّمَ وَاحِدٌ وَاسْتَأْذَنَهُ، فَقَالَ الشَّيْخُ: «لَا آذَنُ لَهُ إِلَّا بِشَرْطِ أَنْ لَا يَضَعَ أَوَّلَ قَدَمٍ فِي دَارِي إِلَّا عَلَى خَدِّي شُكْرًا لِلَّهِ عَلَى مَجِيئِهِ إِلَى مَنْزِلِي، ثُمَّ وَضَعَ الشَّيْخُ خَدَّهُ عَلَى الْأَرْضِ حَتَّى وَضَعَ ذَاكَ الْفَقِيرُ قَدَمَهُ عَلَى خَدِّهِ، حَتَّى دَخَلَ إِلَى مَنْزِلِهِ» قَالَ: وَالشَّيْخُ كَانَ أَبَا الْعَبَّاسِ بْنَ مَسْرُوقٍ.